أصم
أَصم كلما أغمضت عينيّ بدأت صورة الأشرطة البيضاء تنبعُ في ذاكرتي , شيئاً فشيئاً , حتى يفيض فيّ رعشةُ قلبٍ ممهدةً للدمعِ أن يٌذرف من مقلتيّ بتلك الحرارة,,, هاانذا لا أسمع أحد , أعبر الأماكن والشوارعٍ , كالهارب تماماً , أشعر بخوفٍ شديدٍ في قلبي , في عقلي , وكأني جنيتُ على نفسي في ارتكاب جريمة الصمت الممل هذا , كل ماأراه , أشياء صامتة تتحركُ كلما تحركت مليء عيني , لا رغبة , لا ميل , لا شعور, فقط الكثير من الكراهية لنفسي , والكثير من اللوم لهذا العالم التافه .. لا أريد أن احصي عدد المرات التي عبرتٌ بها هذا الشارع اللعين , الكثير من اعمدة الانارة تمتد على طوله , وسيارات تعبره كل ثانية , لكن ماهو صوتها , ما صوت تلامس عجلات السيارات للرصيف؟ ماهو صوت أبواق الزامور التي لطلما فهمتُ أنها مزعجة لحدٍ لا يوصف ؟؟ ياترى كيف هو صوت تلك الآلات التي يستعملها ذاك الشاب في أحد أركان هذا الشارع الكئيب ؟ هل أضم الى مجموعة الناس الملتفين حوله ؟ هل أبتسم كما يبتسمون له ؟ لشدة أعجابهم بذاك الصوت الملحن من تلك الآلات ؟ هل أقف كالأبله وأنا لا أسمع شيء! تباً لقباحة هذا المنظر . مرر...