"خواء" فتح الفتى الصغير عينيه على منظر هاديء... ظلام وسكون ...وراح يتأمل ما يحيط به فلم يجد شيئا غير "الخواء" فتساءل والنوم يعانق أجفانه " أين أنا؟"... فتح الفتى عيونه على بصيص ضوء كان يتسلل رويدا رويدا عبر أحد النوافذ طاردا النوم من عيونه و مع حركة وجهه التي تنم عن الإنزعاج بسبب الضوء الذي تسلط على محياه كان قد استفاق من غفوته التي لم يعلم عنها شيئا "أكانت طويلة أم قصيرة" كل ما يعرفه أنه أحس بتعب شديد جعله ينام ورغم أنه نام لم يكن يشعر أنه قد نال كفايته...تأمل محيطه مجددا في حركة خاطفة " لقد كان هذا أمس خواء أم أنني لم أكن أعي ما أرى وزاد تأثير الظلام على بصري فلم أَرَ غريب أمر هذا المكان " قام من مكانه وراح يتجول في الأرجاء كانت هناك نخيل وعيون وثمر وزيتون وكل ما يشتهيه المرء من ملذات الحياة تبادر إلى ذهنه سؤال " لقد كنت مستلقيا ونور قوض مضجعي من أحد النوافذ فاستيقظت وإذا بي في مكان كالجنة وها أنذا أسير فيها من غير جهد ولا تعب وأتنعم فيها من غير رقيب أو حسيب هل أنا أتنعم فعلا؟!!! قالها بنوع من الشك وعدم الثقة "... استغر...
عابرون في كلام عابر👍 أيها المارُّون بين الكلمات العابرة احملوا أسماءكم وانصرفوا واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و انصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة و خذوا ما شئتم من صورٍ كي تعرفوا أنَّكم لن تعرفوا كيف يبني حجرٌ من أرضنا سقف السماءْ... أيها المارُّون بين الكلمات العابرة منكم السيف - ومنَّـا دمنا منكم الفولاذ والنار- ومنَّـا لحمنا منكم دبابة أخرى- ومنا حجرُ منكم قنبلة الغاز- ومنا المطرُ وعلينا ما عليكم من سماء وهواء فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا وادخلوا حفل عشاء راقصٍ.. وانصرفوا وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداءْ.. و علينا، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء! أيها المارُّون بين الكلمات العابرة كالغبار المُرّ مرّوا أينما شئتم ولكنْ .. لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة فلنا في أرضنا ما نعملُ و لنا قمح نربِّيه و نسقيه ندى أجسادنا و لنا ما ليس يرضيكم هنا : حجر... أو حَجَلُ فخذوا الماضي، إذا شئتم، إلى سوق التحفْ و أعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان ...
فلسطين ميدانُ الحب , أزقةَ الزعتر . ساحاتُ البسالة , وعنوان القداسة مررت في أروقة شوارعك أتلمس رائحة البرتقال , رائحة بيوتك القديمة وعيناك المرصوفة تغني لحناً أشبه مايكون بالاحتواء لقد مر من هنا طفلٌ , وإمراةٌ تبيع , وشيخ يتكيء على جدرانك يحييك كل صباح . رجال استلت سيوفها فداءً كي لا تكسركِ نظرات عدو محتال , زوجةٌ تقبلت رصاصة مستوطنٍ خوفا على خدشها ! لا زالت روحي تعبر المكان وتحدثني . تهمس في أذني تارةً : لقد بكيت كثيرا وتارةً : لقد كانوا هنا وتارةً أخرى: " ان موعدنا الصبح أليس الصبح بقريب" بدأتُ استمع إلى ترانيم الكنائسِ تُسقط فُتات الألــفةِ علينا , وعلت تكبيراتُ المساجد تنعقد معها في قبةٍ سرعان ما إنفجرت تاركةً عبيرها بيننا . لكلِ عتبةٍ فيكِ حكايـة تنطق جدرانك بالسمر الذي كان هنـا , في أيلول وتشرين لقد اخترقت فضيلتكِ كل من وطيء ثراكِ , طامعاً فيكِ , أو مُغيراً عليكِ ولا زالت روحي تعبرُ من هنا .. ومن هناك أيتها البلاد هل لي متسع هنا ؟؟ لعلي أعيد النبض في شرايينكِ أيها الوطن الغالي من منا ر...
💮
ردحذف